الخميس، 3 فبراير 2011
بعد المطر نفس عميق
7:43 م | مرسلة بواسطة
halma |
تعديل الرسالة
كنت دائماً أتي تحت هذه الشجرة ..
أستلقي على الحشائش الخضراء، أنظر إلى السماء الزرقاء ..
أشتم رائحة الزهور، و أستمتع بتغريد الطيور ..
كنت كما كنت دوماً، لم يهم أن يصيبني ضرر أو ضيق ..
أتنفس الحياة نفساً بعد نفس، تمتلئ رئتاي بالهواء ..
لم أجد سبب يعكر لي مزاج، إلا وحدة أصبحت قاتلة !، بدأت تتسلل إلى مساحات عمري ..
حتى ضاق بي المكان ..
**
ما هذه الدنيا تبدلت ألوانها ؟!، أصبح كل شيء كأنه مصبوغ بالرماد ..
غبار عناكب، نسجت خيوطها معلنة الهجوم !، و منتظرة مني استسلام ..
ملكت بيتي، أخذت كل شيء، حاصرتني بداري ..
حتى على فراشي، لا أشعر باستقرار ..
ما الذي تحول ؟
و ما الذي لم يتحول ؟!
نسيت كيف هو الشعور بالحياة ..
**
اليوم علمت بأن المطر سيزورني ..
علمت بأنه سيأتي !
ترقبته، أخذتني أشواقي إلى الخارج، هناك بين الحدائق ..
وقفت تحت شجرتي القديمة منتظرة، مرت الدقائق الساعات و أنا منتظرة ..
لم يأتي لم يأتي المطر !، عدت خائبة إلى بيتي ..
**
لقد جفت أوراقي، و حان موعد انكسارها !، تنتظر الرياح ..
تلك الرياح التي تأخذها بعيداً للسماء، و يا حبذا لو تحمل معها القليل من الغيوم ..
تلك الغيوم الماطرة، لربما حينها سأرتوي !
يا ترى أفي تلك السحابات الرمادية شيئاً من الأمل ؟
يا ترى أسيأتي المطر ؟
أخاف بُعده أخاف، قد يبست الأشجار و جنتي الخضراء أصبحت صفراء !
**
أشعر بأني كبرت أعواماً، الشيب بدأ يغزو مملكتي السوداء !
عيناي افتقدتا حلقة النور، أصبحتا مثقلتين ..
هاجرت الأزهار من شفتاي، و أخذت معها الرحيق ..
ملمس وجنتاي أصبح يفتقد البهاء !
جسدي أعلن الاستسلام ..
ماذا حصل ؟
أنفاسي تطلب مني استئذان !
**
أين أنت أين أنت ؟!
مازلت أبحث عنك ..
أين أجدك أين أجدك؟!
مازلت أسأل عنك ..
اختفيت، لم تترك وراءك آثار !
ماذا تنتظر موتي ؟!
ألا تعتقد بأن بعدك قاسي ..
أني إن بقيت وحيدة سيتسلل شبح التدمير لذاتي !
ماذا تعتقد ؟!
**
سمعت اليوم خبراً على التلفاز ..
لم يكن عاجلاً و لم يكن بنشرة المساء، لم يكن يروي قصة تملؤها دماء ..
و لا حرية مسلوبة تنتظر الرجوع لأصحابها، ولا فلذات أكباد منزوعة، و لا أحلام ..
ليست عن خبر اطمئنان، أو خوف سيدوم أو سيأتي ..
لا لم تكن عن ذلك ..
كانت عن مطر سيهطل غداً في الصباح ..
و الآن لا أدري ؟
هل أصدق بأنه سيأتي ؟!
تبقى أمل قليل عندي ..
**
كنت مستيقظة لم أرد النوم ..
لم أرد الغوص في سبات عميق !
كنت أنتظر حلول الصباح ..
أنتظر رؤية المطر، لعله يأتي سريعاً ..
أريد رؤيته، فقد فقدت كل شيء كل شيء !
**
على الرغم من أني صارعت النوم ، إلا أنه صرعني !
نمت من شدة إرهاقي ..
و فجأة استيقظت على صوت الرعد ..
ألا يأتي المطر معه ؟
ذهبت مسرعة للنافذة ، فتحتها ..
حينها قذفني شيئٌ ما مرمية على الأرض !
كان غصن صلب، جعلني أنزف الدماء من رأسي، و لطخ ملابسي البيضاء بالألوان الحمراء ..
عانيت لكي أقف فقد شعرت بدوار شديد ..
ذهبت للنافذة مرة أخرى لكن بخوف شديد ..
ما رأيته كان مرعباً جداً، شجيرات مقتلعة من جذورها، أعمدة إنارة محطمة ..
الأبواب مخلوعة، الطرقات مغرقة بقطرات الأمطار ..
كانت السماء سوداء ، الشمس اختفت ..
كنت متلهفة لأقف تحت المطر، لكن الرعب تملكني ..
فضلت مد يدي من النافذة لأشعر به ..
كنت خائفة و لأول مرة أخاف !
مِن مَن ؟
من المطر !
**
استيقظت من سباتي، وضعت يدي على رأسي، لا توجد دماء ..
النافذة مغلقة، و لا أغصان تملأ الحجرة !
ما مررت به كان مناماً، كابوساً بالأحرى ..
لكني أسمع أصوات الحياة بالخارج ..
أشعر بأن المطر عاد ..
أسرعت و فتحت النافذة ..
ما أجمله من منظر !
ما أجمله من منظر !
مطر يتساقط بعذوبة زخاتاً و زخاتاً، يتساقط على تلك المنزل يكسبها صفاءً، يملؤها سعادة ..
يتساقط على تلك الأشجار، يكسبها لونها النظر بعدما امتلأت بالغبار ..
أرى الجميع يقفون تحته، أرى انعكاساتهم ..
انتظرني يا مطر سآتي ..
**
واقفة رافعة يداي ..
أعانق الأمطار، أدور و أدور !
أنظر للسماء، بالرغم من إغماضي عيناي ..
شعرت بأني عدت للحياة، ولدت من جديد ..
يآه ..
لا أجد كلمات تصف شعوري، هناك من هو قربي، سيستجيب دعائي !
**
جميلة لحظاتي مع المطر ..
كانت هكذا أنتظرها بترقب، شهوراً و شهور !
و لو أني لطالما فقدتها، لكني أشعر بنفس الإحساس دوماً ..
إحساس يذكرني بالجمال حولي، يذكرني بالأمل، يجعلني سعيدة، يجعلني أبكي معه !
يا مطري ..
لا تغب عني طويلاً ، فبعدك يؤلمني !
عد سريعاً، عد سريعاً ..
فأنفاسي تصرخ تناديك، يا مطر أريد تنفسك معانقتك ..
أريدك أن تأتي إلي، تجلب معك الفرح !
متى ستأتي ؟
فها أنا أنتظر عودتك مرة أخرى ..
لعلي أجد بعد مطرك نفس عميق، و قوس قزح يأخذني بعيداً !
انتهت
7alema Khyalia
التسميات:
بعد المطر نفس عميق
|
0
التعليقات
الأربعاء، 2 فبراير 2011
فوق السحاب
6:55 م | مرسلة بواسطة
halma |
تعديل الرسالة
1
لقد أعطيت عهداً بأني سآتي ..
، وعداً قطعته على نفسي منذ كنت طفلة ..
، و أنا الآن في الطريق، أفكر " يا ترى أغيرنا الزمان .. ؟
، مازلت أذكر ذلك السحر وتلك اليدان، التي لطالما دفعتني إلى الأمام .."
وصلت وكلي شوق وحنين إلى المكان حيث تواعدنا ..
، نظرت يميناً و يسار، لكن لم ألمح أحداً !
، لا أرى سوى مقاعد خشبية، بضعة أوراق مرمية، أشجار بنفسجية، وزهور بيضاء مسيجة بسياج أبيض ..
2
انتظرت طويلاً ..
، حينها أتى من واعدته، مازال جميلاً كما تركته ..
، لم يكن هنالك من هو مثله، مميز جداً، لي أنا فقط، ساحراً، كلمة رائع قليلة بحقه ..
، يضاهي جمال الورود، أعذب من الأنهار، أرقى من الأشجار ..
عانقته..
، قلت له: " اشتقت إليك كثيراً ،كنت أفكر بك دوماً ..
، لم تغب صورتك عن مخيلتي أبداً ..
، على مر السنين كنت معي، في قلبي، في طريقي، في حياتي روحي وخيالي ..
، أنت حياتي بأكملها واجهت صعاباً لأصل إليك، كم من أيام بكيت ! ، كم من ليالي سهرت، كم من لحظات تعبت و اكتأبت !
، سرت على النار لأجلك، صبرت على آلامي، حتى أني تخليت عن حزني لكي أجدك أنت الآن أمامي ..
حينها أمسك يداي برقة ..
و قال : " أتيتي، لم تخذليني، لم تتأخري كثيراً، نعم أقر بأني انتظرتك كل يوم، كل لحظة، في كل ثانية ! ، لكنني لم أسمح بفكرة تخليكِ عني بالتسلل إلى تفكيري، كنت دوماً هنا وسأظل دوماً، حتى تقولي تعال معي .. "
قلت : " يا أجمل مستقبل لي، يا غدي المنتظر، مجبرة على الذهاب ! ، قد يطول بعدي، لكني سأعود وأجلب طوقاً من نجوم تلك التي اقتلعتها من السماء لكي تذكرني بك، سأعود ! "
قال: " أرجوكِ لا تتأخري بالعودة، فقد مللت من بقائي وحيداً فوق السحاب، أريد أن أطير، أذهب للفضاء، أريد أن أكون حقيقة، سئمت من بقائي خلف أسوار الخيال، أريد تحقيقك لي، عدم تركي هنا طويلاً ! "
قلت: " أتيتك زائرة اليوم ..
، لكن لا تقلق، ستأتي اللحظة التي انتظرناها من بين كل اللحظات، أريد أن أسر إليك بسر، ارتحت كثيرا عندما وجدتك هنا، فلطالما خذلتني الحياة، كم من المرات لم تنتظرني ! ، لكن الآن شعرت بالأمل يغرد لي ! "
3
سيأتي اليوم الذي تصبح فيه حقيقة، ستأتي اللحظة التي لطالما حلمنا بها، التي لطالما تخيلناها ..
، نحن معاً على أدراج السعادة، نحن معاً في الأعالي، سأحققك يا حلم، سأحققك، سأجعل العالم بأسره يعلم من أنت ومن تكون، أنت يا حلم، يا حلمي الجميل، إلى اللقاء ..
انتهت!
7alema-khyalia
التسميات:
فوق السحاب
|
0
التعليقات
الخميس، 20 يناير 2011
على ذاك القطار على ذاك الطريق
6:10 م | مرسلة بواسطة
halma |
تعديل الرسالة
1
على ذاك القطار تلاقينا، بدأت قصة حبنا الخيالي ..
، على ذاك القطار تلاشت مخاوفنا، لمعت نظرات أعيننا، تبدد حزننا، انقطع حبل همنا ..
، على ذاك القطار، وجدنا نصف قلبينا و روحينا ..
، على ذاك القطار، زرعت ورود عشقنا، تفجرت أنهار غرامنا ..
، كنت أنا محبة للحياة، لطالما جذبني الخيال ..
، كنت أنت مزهواً بنفسك، عاشقاً لها، لكن كطيبة قلبك لم أجد، و اندفاع تصرفاتك لطالما قتلني، فارق أعتا رياح و أمواج البحار الصغيرة، الصغيرة لأنك لم تكن عنيداً جداً ..
، نرجع إلى على ذاك القطار تلاقينا، تناسينا هموم حياتنا، تلونت صور سعادتنا ..
، على ذاك القطار مع الثواني التي تمر، تزداد دقات قلوبنا بشدة وبسرعة تضاهي سرعة القطار ..
، على نفس القطار وجدنا أنفسنا ننظر دوماً إلى النافذة، نتفادى تلاقي النظرات، تلك النظرات الحائرة ..
، على ذاك القطار وجدنا مقصورتنا تنفصل عن الجميع، بقينا وحدنا بطريق بعيد، لأيام طويلة صامتة ..
، على ذاك الطريق سرنا، حتى أصبحت هنالك أمتار قليلة تفصلنا عن الوصول، أمتار بين قلبينا، واجهنا جميع الفصول، صيف شتاء ربيع و خريف، حتى وصلنا ..
، لكن رحلتنا أوشكت على الانتهاء، على نفس القطار الذي تلاقينا به، سيكون فراقنا الأبدي !
، على ذاك القطار كتمت دمعي، وكلمات أردتها أن تخرج من فمي ..
، على ذاك القطار تلقيت كلمات وداع على مسمعي ..
، أعيني تكاد تخترق النافذة، لأرى آخر أرسمي و نظراتي، حتى الظلال المبتعدة مازلت أذكرها ..
، على ذاك القطار بكيت اختنقت، أردت التنفس بسرعة لكني لم أستطع، ذهبت أخذت معك آخر أنفاسي ..
، لم أقل لكَ وداعاً، لم أودعك !
2
انتظرتك أياماً على نفس القطار، و الأيام أصبحت أشهر، و الأشهر أصبحت سنين ..
، ها أنا أركبه كل يوم، حتى أصبح ملاذي لأتمسك بذكرياتي، أكتب كلماتي، أسطر مشاعري، أتخيل ضحكاتي ..
، أنتظر لعلي أراك مرة أخرى، كما كنت دوماً، ألقاك منتظراً، تعد الساعات، تنتظر قدوم القطار، تسير بين المقاعد ..
، تجلس بالقرب من النافذة، تتنبه أني موجودة، تبتسم، تلقي علي التحيا، أقابلك بنظرة مبتسمة، أغوص في الأعماق ..
، وعندما أخرج رأسي لأتنفس من جديد ، أجدك ذهبت ، وأعود أنا لبحري ..
، هذه عادتي حتى تسلل اليأس لقلبي، أردت أن أرمي نفسي أمام القطار و أنتهي، هذه عادتي ..
، لكن فجأة، في لحظة ما، انفصلت مقطورتي عن الجميع، وجدتها تتراجع بسرعة حتى ارتعبت، توقفت على نفس الطريق القديم ..
، على ذاك الطريق وجدتك مرة أخرى، أردت أن أناديك أصرخ، لكن حبذا لو أستطيع !
، فمشاعري تريد الخروج، لكن خرساء أنا، كلماتي مدفونة في باطن قلبي البعيد، كيف استطيع !
3
رأيتك تبتعد، أريد أن أصل إليك لكنك تبتعد ..
، على ذاك الطريق، على ذاك الطريق، صارعت لتخرج مني الكلمات ..
، خرج حرف الألف مني بصعوبة، حاولت أن يخرج حرف الحاء، لكن لم أستطع !
، لكني نطقته، بداخلي نطقته ..
، على ذاك الطريق خرجت مني كلمة أحبك لكنك لم تتوقف أبداً، أخذت تسير حتى كدت أن أفقدك !
، جريت إليك مسرعة، دفعت كتفك، نظرت بعينيك لثواني لدقائق، خرجت مني أحبك بألم شديد ..
، ابتسمت ، رسمت قلباً بيديك ..
قلت لي: " لم أسمع ما قلتي بإذني ، لكني بحثت عنه ، وجدته بعينيكي ..
انتظرتك هنا على هذا الطريق، أردت مجيئك إلي، تنادينني بمشاعرك، فلست أسمع، أنا أفهم فقط .. "
على الطريق ذاك تأملت وجهك، أنت تتكلم وأنا أسمع فقط !
، أنت تحكي وأنا أنظر فقط ..
، قلت لي: " أحبك، تلك الكلمة التي لا أدري ما بها ..
، لماذا نجبر على قولها كي تبدأ رحلتنا، ألا يكفي وجودنا ألا يكفي إحساسنا بها ؟! "
، كان هذا تساؤلك، أم أقول تساؤلي، خيالاتي التي حملتني إلى البعيد ..
، التي ضيعتني من طريق لطريق !
، ماذا أحكي أو أبوح فقطاري لم يمل من السفر، أو حتى روحي لم تكل من النظر إلى مستقبل أو مصير ..
، لست أدري هل يا قطار ستبقى للأبد ؟!
، فقد رأيت من اندثر، لم يعد يعجبهم المكان، وانتظاراً يجعل القلب حجر ..
، لم يريدوا أن يبقوا مثلي على الرصيف، أنتظر ساعات ربما أيام أو سنين أو حتى للأبد !
، لكني سأبقى لم أفقد أمل رجوع قريب، فما دمت هنا فرجوعك غداً، أو ربما غداً يعتبر لي قريب ..
، مازال صوت القطار يناديني، مازلت أجلس قرب تلك النافذة، حتى الظلال لم تتغير هذا مكانها، هناك بين جموع الذاهبين يا ظلي البعيد ..
انتهت!
7alema-khyalia
التسميات:
على ذاك القطار على ذاك الطريق
|
0
التعليقات
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)